كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



قال: وجعل يعقوب وغياث يصيران إليه ويقولان له: يقول لك أمير المؤمنين: ما تقول في ابن أبي دواد وفي ماله؟
فلا يجيب بشيء.
وجعل يعقوب ويحيى يخبرانه بما يحدث في أمر ابن دواد.
ثم بعث إلى بغداد بعد ما أشهد عليه ببيع ضياعه وكان ربما جاء يحيى بن خاقان- وأبو عبد الله يصلي- فيجلس في الدهليز حتى يفرغ من الصلاة.
وأمر المتوكل أن تشترى لنا دار فقال: يا صالح.
قلت: لبيك.
قال: لئن أقررت لهم بشراء دار لتكونن القطيعة بيني وبينكم إنما يريدون أن يصيروا هذا البلد لي مأوى.
فلم يزل يدافع بشراء الدار حتى اندفع.
وجعلت رسل المتوكل تأتيه يسألونه عن خبره ويرجعون فيقولون: هو ضعيف.
وفي خلال ذلك يقولون: يا أبا عبد الله لا بد من أن يراك.
وجاءه يعقوب فقال: أمير المؤمنين مشتاق إليك ويقول: انظر يوما تصير فيه- أي يوم- حتى أعرفه.
فقال: ذاك إليكم.
فقال: يوم الأربعاء وخرج.
فلما كان من الغد جاء فقال: البشرى يا أبا عبد الله! إن أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول: قد أعفيتك من لبس السود والركوب إلى ولاة العهود وإلى الدار فالبس ما شئت (1) .
فجعل يحمد الله على ذلك.
ثم قال يعقوب: إن لي ابنا به معجب وإن له في قلبي موقعا فأحب أن تحدثه بأحاديث.
فسكت فلما خرج قال: أتراه لا يرى ما أنا فيه؟!!
وكان يختم القرآن من جمعة إلى جمعة وإذا ختم دعا ونحن
__________
= يحتاج صاحبه إلى دخول الخلاء.
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من وجد في بطنه رزا فليتوضأ " أخرجه أحمد 1 / 88 و99 بسند فيه ابن لهيعة.
(1) في " تاريخ الإسلام ": " فالبس القطن وإن شئت فالبس الصوف ".